اداره الوقت في ظل الفوضي
إن ما یكوّن جزءًا كبيرًا من حياتنا اليومية هو العادات والتصرفات المتكررة التي نقوم بفعلها دون أي انتباه أو تفكير مسبق؛ فحاضرنا لماضينا، ومستقبلنا لحاضرنا. ولهذا فإنه یجب علینا أن ننتبه إلى أفعالنا المتكررة على الصعید الیومي، ونتخلص من كل ما یضر بنا ونزرع كل ما یعود علینا منه بالفائدة. حياتنا بیدنا، ونحن فقط من نتحكم بها، نتحكم بماضينا ومستقبلنا من خلال حاضرنا؛ فإما أن نبني مستقبلًا مشرقًا لیكّون ماضیًا ملیئًا بالإنجازات والنجاحات المحققة، وإما أن نهدر مستقبلًا قیما لیكّون ماضیًا خالیًا من أي شيء یذكر، فنكون ممن هم مروا على هذه الحیاة دون أن یضعوا لمستهم السحریة وبصمتهم الخاصة بهم.
من منا لم یتفقد هاتفه أو یفتح حاسوبه لغرض معین، ومن ثم یجد نفسه متنقلًا بین عدد من التطبیقات التي جذبت اهتمامه لیتصفح هذا الموقع ویقرأ هذا المقال ویرد على هذه الرساله ویتابع الصفحة الفلانیة وغیرها من الأمور؟ كلنا وبلا شك قد مررنا بهذه الحالة، ولهذا فقد حان الوقت لأن نعلم بأن شركات التواصل الاجتماعي لدیها مبرمجین وخبراء علم نفس یركزون على جذب انتباهنا وجعلنا نقضي أكبر قدر ممكن من وقتنا على هذه المواقع والبرامج لجمع أكبر كمیة ممكنة من المعلومات عن أنفسنا لدراستها من أجل عمل دراسات وإحصاءات وللاستفادة منا في مجالهم الربحي. وإن لم یكن بالفعل كذلك، فإننا نحن البشر في حالة خوف وتأهب دائمة من أن یفوتنا شيء ما، ولذلك نقضي كل هذا الوقت. وبالتالي فإننا نعاني من سوء إدارة في الوقت في ظل فوضى العالم الرقمي، بحیث أنها لا تشتتنا فقط عن تحقیق أهدافنا وقضاء أعمالنا، بل وتقلل من إنتاجیتنا وتبعدنا عن اختلائنا بذوات أنفسنا ، وتؤثر على علاقاتنا الإجتماعیة وصحتنا الجسدیة والنفسیة؛ خاصة فیما إذا كنا ننجز أكثر من عمل في نفس الوقت. متى كانت هي آخر مرة عندما قضیت یومًا كاملًا بدون هاتفك ؟ هذا یدل وبقوة على أننا نحن في عصر الأسلاك الرقمي، حیث أننا متصلون بالمحیط من حولنا باسم مواكبة اتجاه العالم نحو التقدم التقني في شتى مجالات الحیاة.
إنه لمن المهم أن نكون جادین مع أنفسنا في وضع حد لهذا التشتت، لأنه یمنحنا فرصة الخلوة مع أنفسنا؛ حیث أنها ستوفر لنا فرصة للإبداع والتفكیر في أفكار جدیدة وخلاقة، ستجعلنا نعید التفكیر في أهم قضایا حياتنا وموضع أهدافنا من تقدم على الخارطة، سنعید ترتیب أمورنا الحیاتیة والعملیة، والأهم من ذلك أنها سمتنحنا الهدوء! ولذلك ما هي الخطوات التي یجب علینا اتخاذها لتحقیق ذلك؟ أولا یجب علینا أن نغلق هاتفنا في الأوقات الغیر مناسبة، وأن نكون مدفوعین للموعد النهائي حیث أننا نقنع أنفسنا بأن لدینا فترة محددة لإنجاز مهمة ما، أي أن نجعل أنفسنا تحت ضغط وهمي بحیث أن نبعد التشتت عن أنفسنا قدر الإمكان، ولو أردنا أن ننجز العمل بأقل من ذلك لفعلنا؛ القضیة قضیة إرادة وإدارة لا أكثر. بجانب إلى أنه یجب علینا أن ننجز أكبر قدر من الأعمال في أقل وقت ممكن، أي أن نركز على نتیجة أعمالنا. بالإضافة إلى أنه یمكننا أن نتجنب الوقوع كفریسة للتشتت من خلال تصنیف أعمالنا، بحیث أن نقضي نوعًا معینًا من المهام من الساعة إلى الساعة التي نحددها، ونكرر ذلك في الیوم الذي یلیه بحیث أن نتجاهل كل ما یحدث خارج هذه الأوقات المخصصة. بجانب إلى أنه یمكننا استخدام برامج تساعدنا كمستخدمین من حد وقت التطبیق المستخدم على هاتفنا للیوم، وهذه الفكرة أحدثت قفزة نوعیة في مجال مكافحة التشتت وتنظیم الوقت.
في الختام، إننا نبني مستقبلنا من خلال حاضرنا. فلا ندع أمور خارجیة تسیطر على یومنا وتتحكم به، بل نسیطر علیها ونكون نحن من یتحكم بها لنعزز معنى الإرادة ولنبني مستقبلًا sزاهرًا من خلال العمل على أكبر قدر من المهام في أقل وقت ممكن
مدونه احمد زاهر
تعليقات
إرسال تعليق