سياسه الخصوصيه عالنت

ما هو مستقبل الخصوصيه الرقميه وما الاثار الناتجه عن عدم فهم كيفيه حمايه الخصوصيه علي صفحات التواصل الاجتماعي
لم أكن يومًا قادرًا على احتواء مفاهيم الخصوصية والتاريخ والتشفير معًا بطريقة مرضية، بالرغم من أنه ما زال يبدو أنه يجب عليّ ذلك، كل مفهوم من تلك المفاهيم له علاقة بالمعلومات، وجميعهم من اهتمامات العامة والخاصة، كما يشاركون جميعهم في مظاهر المجتمع؛ خاصًة المجتمع الرقمي، لكن التجربة علمتني أن أقصى ما يمكنني فعله مع تلك المفاهيم هو إظهار المشكلات التي تتسبب بهم معًا.
قد يكون صحيحًا أن ترغب الدول والمؤسسات في بعض الخصوصية، لكنهم في الوقت نفسه يرغبون في خصوصية أقل للأفراد، ما الذي يعنيه ذلك –في الديموقراطية المزعومة- للدولة التي تخفي الأسرار عن مواطنيها؟ ففكرة الدولة السرية تبدو متناقضة مع الديموقراطية، عندما لا يستطيع الناخبون والمواطنون معرفة ما تقوم به دولتهم، ومع وجود عدد لا يحصى من نظريات المؤامرة هذه الأيام، فهي تقول أننا نمتلك خصوصية أقل بكثير مما نعتقد.
لديّ الكثير من الأفكار حول التاريخ أكثر مما لدي عن الخصوصية، هذا الأمر يزيد من ارتباكي أضعافًا مضعافة، أعتقد أن قدرتنا على صنع التاريخ من خلال الذاكرة الاصطناعية؛ هو ما يميزنا، إلا إذا كنا قد نسينا شيئًا آخر، وهو أننا بحاجة لمواجهة أشياء أخرى قادرة على القيام بالشيء نفسه، هل ينبغي على مكتب التحقيقات الفيدرالي "F.B.I." أو أي وكالة أخرى، أن يكونوا قادرين على اختراق هواتف "أي فون" الخاصة بالإرهابيين؟ إذا كانت لديهم القدرة على ذلك، فسوف يكونوا قادرين على اختراقك هاتفك وهاتفي، هل ينبغي علىّ أن أقوم بتشفير الوثائق بطريقة لا يستطيع "F.B.I." فك تشفيرها؟ إذا تمكنت من القيام بذلك فسوف يتمكن الإرهابيون أيضًا (هذا لا يعني بالضرورة أنني استعرض الإرهاب كنقطة رئيسية في هذا النقاش، لكنه أصبح المثال الأهم في ذلك الأمر).
لاستكمال هذه الحيرة، فقد تفقمت مشكلة التشفير لعدم قدرتي على فهم الأمر رياضيًا، فأن افترض (ربما أكون مخطئًا) أن المستقبل سوف يكون قادرًا على شق طريقه خلال أكثر تقنيات التشفير تطورًا اليوم، وأتصور أن جميع الأسرار الدفينة في العالم –سواءًا كانت أسرار المواطنين الخاصة أو أسرار مؤسسات الدولة- سوف تصبح متاحة للجميع، وسوف يقوم أحفادنا بعرض هذه البيانات على الملأ.
بالاطلاع على تلك المعلومات والنظر إلينا، فإن أسلافنا يعرفوننا بطريقة مختلفة عما نعرف عليه أنفسنا الآن، تمامًا مثلما أن ما نعرفه الآن عن الفيكتوريين (الأشخاص الذين عاشوا في العصر الفيكتوري) يختلف عما يعرفونه عن أنفسهم، لذا فالماضي –ماضينا- الذي سيراه أحفادنا بعد خروجنا منه، سوف يكون مختلفًأ عن الماضي الذي عشنا فيه بأنفسنا، سوف يكون ذلك إعادة تفسير للماضي؛ ويتوقف هذا التفسير على المعلومات المتاحة في وقت لاحق وزيادة الشفافية، وقلة عدد الأسرار.

تعليقات

المشاركات الشائعة